للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مجلَّد ضخم. وكتاب "دلائل النُّبوة" مجلَّد، و"المغازي" مجلَّد، وأشياء كثيرة.

قال: وكان أبوه أبو جعفر صالحًا وَرِعًا، سَمِعَ من سعيد العَيَّار، وقرأ القرآن على أبي المُظَفَّر بن شبيب، ومات في سنة إحدى وتسعين وأربع مئة.

قال: ووالدته من أولاد طلحة، أحد العَشَرة.

وقال: سمِعْتُ من يحكي عنه في اليوم الذي قُدِمَ بولده مَيتًا، وجلس للتعْزية أنه جَدَّد الوضوء في ذلك اليوم مرَّاتٍ نحو الثلاثين، كل ذلك يصلي رَكْعتين، وسمِعْتُ بعضَ أصحابه يقول: إنه كان يُمْلي شرح "صحيح مُسْلم" عند قَبْر وَلَده أبي عبد الله، ويوم تمامه عَمِلَ مائدةً. وكان ابنُه أبو عبد الله وُلدَ سنة خمس مئة، ونشأ وصار إمامًا في اللُّغة والعلوم حتى ما كان يتقدَّمه كبيرُ أحدٍ في الفصاحة والبَيَان والذكاء، وكان أبوه يفضلُه على نَفْسه في اللغَة وَجَرَيان اللِّسان، وكان أمَلى جُمْلة من شرح "الصحيحين"، وله تصانيف كثيرة مع صِغَر سِنِّه، مات بهَمَذَان سنة ست وعشرين، وفَقَدَه أبوه (١).

قال أبو موسى: أصمت أبو القاسم في صفر سنة أربع وثلاثين، ثم فلِجَ بعد مُدَّة، ومات يوم الأَضْحى سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، واجتمع في جِنَازته جَمْعٌ لم أرَ مِثْلَهم كثرةً.

وقال ابنُ ناصر: حدَّثني أبو جَعْفر محمد بن الحسن بن أخي


(١) في "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٢٨٠ "وبعده أبوه"، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>