التخاريج، لعلَّه ما بقي جُزْءٌ مَرْويٌّ إلَّا وقد قرأه، وحصَّل نسخته، وَنَسَخَ الكُتُبَ الكبار مثل "الطبقات" لابن سَعْد، و "تاريخ الخطيب"، وكان متفرِّغًا للتحديث: إما أن يُقرأ عليه أو ينسخ شيئًا، وكان لا يجوِّز الإجازة على الإجازة، وصنَّف في ذلك.
وقال السِّلَفي: كان عبد الوهَّاب رفيقنا حافظًا، ثِقَةً، لديه مَعْرفة جيدة.
وقال ابنُ ناصر: كان بقيةَ الشُّيوخ، سَمِعَ الكثير، وكان يَفْهم، مضى مستورًا، وكان ثقة، ولم يتزوَّج قَطٌّ.
وقال ابن الجَوْزي: كنت أقرأ عليه وهو يبكي، فاستفدْتُ ببكائه أكثر من استفادتي بروايته، وكان على طريقة السَّلَف، انتفعت به ما لم انتفعْ بغيره (١).
وقال أبو موسى في "مُعْجمه": هو حافِظُ عَصْره ببغداد. ماتَ في حادي عشر المُحَرَّم سنةَ ثمانٍ وثلاثين وخمس مئة.
وفيها: مات ببغداد المُسْنِد أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصَّمد بن البَدَن الصَّفَّار، وله ستٌّ وثمانون سنة. ومسند أَصْبَهان أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد الأَصْبَهاني التاجر. والمسنِدُ أبو الحسن محمد بن أحمد بن أحمد بن صِرْما الدَّقَّاق البغدادي، ابن عَمَّة الحافظ ابن ناصر. ومقرئ بَغْداد الخطيب أبو بكر محمد بن
(١) انظر "المنتظم": ١١/ ١٠٨، و"صفة الصفوة": ٢/ ٤٩٩.