للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كثيرًا، وكتَبَ عنهم، شوور [بيلده] في الأحكام، ثم خَطَبَ به وقتًا، وقال لي: إن مولده في سنة إحدى وثمانين وأربع مئة (١).

وقال ابن الزبير: هو أحد الأئمة المَهَرَة المتقنين في صناعة الحديث، وجهابذة النقَّاد، اعتمد أبا علي بنَ سُكَّرة وأكثر عنه، اعتمده الناسُ فيما قيَّدَه لامامته وإتْقَانه، وعوَّل عليه الجلَّة، وكان من آخر أئمة المحدِّثين بالأندلس، وكان سَمْحًا مؤثرًا على قِلَّة ذات يده، نَزِهَ النَّفْس، ولي خَطَابة مُرْسِيَة وقتًا، ثم ولي قَضَاء دانيَة (٢).

قال أبو العَطَاء وَهْب بن نذير: هو خاتِمَةُ أئمة المحدِّثين، له تواليف، أكثر عنه ابن بَشْكُوال، وأبو بكر بن أبي جَمْرة.

قلت: رأيت له جُزْءًا لطيفًا في أسماء الحُفاظ، وكَتَبْتُه بدأ فيه بالزُّهري وختمَ بالسِّلَفي، وعليه مؤاخذات في التقديم والتَّأخير.

وقد روى كثيرًا من الكُتب الكِبَار، وأعلى شيء عنده "الموطَّأ" قرأه على الخَوْلاني في حدود سنة إحدى وخمس مئة بسَمَاعِهِ من عُثْمان بن أحمد صاحب أبي عيسى بن عبد الله اللَّيثي، وسمع من ابن سُكَّرة "الصَّحيحين" و"سُنَن الدَّارَقُطْني" و"الموطأ" و"سنن أبي داود" و"العِلَل" للدَّارَقُطْني، ومئة جُزْءٍ من "مسند يعقوب بن شَيبة"، و"مسند البَزَّار" في تسعين جُزْءًا، و"السُّنَن" للبَاجي، و"مُعْجم ابن قانع"، ومُعْظم تاريخ ابن أبي خَيثَمة، و"جامع" التَّرْمِذِي، وغير ذلك؛ حتَّى إنه


(١) "الصلة": ٢/ ٦٨٢ - ٦٨٣، وفيه أن مولده سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة، وما بين حاصرتين منه.
(٢) انظر "صلة الصلة": القسم الأخير ٢٠٧ - ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>