للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسمع بنيسابور من أبي عبد الله الفُرَاوي، وزاهر الشَّحَّامي، وبأَصْبَهان من الحسين بن عبد الملك الخَلَّال، وسعيد بن أبي الرَّجاء، وببغداد من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأَنْصَاري، وبالكُوفة من عمر بن إبراهيم العَلَوي، وبدمشق من أبي الفَتْح المِصِّيصي. وسمع ببخارى وسَمَرْقَنْد وبَلْخ وغيرهما.

وزار بيت المَقْدس والنَّصَارى يومئذٍ وُلاته (١)، وعمل "المُعْجم" في عِدَّة مجلدات، وكان ثِقَةً حُجَّة فهمًا، حسنَ الكتابة سريعها، جميل السِّيرة، حَسَنَ الصُّحبة، كثير المحفوظ، وكتب عمن دَبّ ودَرَج.

روى عنه: ابنه عبد الرَّحيم -مفتي مَرْو- وأبو القاسم ابن عساكر؛ وابنه القاسم، وعبد الوهَّاب بن سكينة، وأبو رَوْح عبد المعز الهروي، وخَلْق.

ذكره ابنُ النَّجَّار، وأثنى عليه، ثم سرد أسماء مُصَنَّفاته، وقال: سَمِعْتُ من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، وهذا شيء لم يبلُغْه أحد، وكان مليح التَّصانيف، كثير النّشوار (٢) والأناشيد، لطيف المِزاج (٣)، ظريفًا، حافظًا، واسع الرِّحلة، ثِقَةً، صدوقًا، دَيِّنًا، سمع منه مشايخُه وأقرانه، وحدَّثنا عنه جماعة.


(١) قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٤٦٠ "تحيل وخاطر في ذلك، وما تهيأ ذلك للسلفي ولا لابن عساكر".
(٢) النشوار: ما يظهر من كلام حسن. انظر "نشوار المحاضرة": ١/ ١٠.
(٣) في "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٣١٦ "المزاح" - بالحاء المهملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>