للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الحُصَيْن، وأبا العزّ بن كادش، وقاضي المَرَسْتان (١)، وقد تردد إلى بغداد مَرَّات، وأسمع بها أولادَه.

حدَّث عنه: أبو سَعْد السَّمْعَاني، وابن الجَوْزي، والحافظ عبد المغني، والفقيه أبو محمد المَقْدسي، وابن الأخضر، وأبو الحسن بن المُقَيَّر، وغيرهم.

قال السمعاني: شابٌّ كَيِّس، حَسَنُ العِشْرَة، سخيُّ النَّفْس، متودِّد، قاضٍ للحوائج، أكثر ما سمِعْتُ بأصبهان كان بإفادته، كان يدور معي من بُكْرة إلى الليل، شكر الله سعيه (٢)، ثم كان يُنَفِّذ إليَّ الأجزاء لأكتبها، ويكتب لي وفاةَ الشُّيوخ، وحدَّثني بجزءٍ انتقاه لي عن شيوخه.

وقال ابنُ الجَوْزي: كان من الحُفَّاظ الوعَّاظ، له مَعْرفة حَسَنَةٌ بالحديث، كان يُخرِّج ويُمْلي، سمِعْتُ منه بالمدينة النَّبوية (٣).

وقال ابنُ النَّجَّار: كان سَريعَ الكتابة، موصوفًا بالحِفْظ والمعرفة، والصَّلاح، والثِّقة والوَرَع والمروءة، صنَّف كثيرًا في الحديث والتَّواريخ والمعاجم، وكان مُعَظَّمًا بأَصْبَهان، ذا قبول ووجاهة.

مات ببادية الحِجاز في ذي القَعْدة سنةَ أربع وستين وخمس مئة.

وفيها: مات الواعظ أبو الحسن سعد الله بن نصر بن الدَّجَاجي


(١) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٢٣ - ٢٨.
(٢) في الأصل: سمعتيه، وهو تصحيف، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٣٢٠.
(٣) انظر "المنتظم": ١٠/ ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>