للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الضَّرير، صاحبُ التَّصانيف، ويُكْنَى أيضًا أبا الحسن، وأبا زيد، وسُهَيل المنسوب إليها: قرية قريبة من بلد مالقة، سُمِّيت بالكَوْكب سُهَيل، لأَنَّه لا يُرَى في جميع بلاد الأندلس إلّا من جبل مُطِلٍّ على هذه القَرْية يرتفع نحو دَرَجتين ويغيب (١).

ولد بإشبيلية سنة ثمانٍ وخمس مئة.

وأخذ القِراءات عن أبي داود الصَّغير سليمان بن يحيى وغيره، والنَّحْو عن أبي الحسين بن الطَّرَاوة، وسمع منه كثيرًا من كتب الْأدَب، وسمع أبا عبد الله بن معمر، والقاضي أبا بكر بن العَرَبي، وشُريح بن محمد، وأبا عبد الله بن مكِّي، وطائفة. وأجاز له أبو عبد الله ابن أُخت غانم.

عَمِيَ وهو ابن سبع عشرة سنة، وصنَّف كتاب "الرَّوْض الْأُنُف" (٢) على "السِّيرة"، وذكر أنَّه استخرجه من مئةٍ وعشرين مصنَّفًا، وكان من الأذكياء، وقد استُدْعِيَ من مالِقة إلى مَرَّاكُش ليأخذوا عنه.

روى عنه: الحافظ أبو محمد القُرْطبي، وأبو محمد غَلْبون، وأبو عمرو بن عيشون، وأبو الحسين بن السَّرَّاج، وأبو محمد بن عَطِيَّة، وأبو الخَطَّاب بن دِحْية، وآخرون.

وقيل: إنه ولي قَضاء الجماعة فَحُمِدَتْ سِيرَتُه.


(١) "وفيات الأعيان": ٣/ ١٤٤.
(٢) طبع بمصر سنة ١٣٣٢ هـ / ١٩١٤ م، وبهامشه "السيرة النبوية" لابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>