للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسمع أباه العلامة أبا محمد، وأبا الحسن بن هُذَيل، وعُلَيم (١) بن عبد العزيز، ومحمد بن يوسف بن سعادة، وأبا طاهر السِّلَفي، وغيرهم.

قال المُنْذِري: كان شيخنا ابنُ المُفَضَّل يذكره بكثرة الحِفْظ، والميل إلى تحصيل المعارف (٢).

وقال الْأَبَّار: كان أحدَ الحُفَّاظ، يسرُدُ المتون، ويحفظ الأسانيد عن ظهر قَلْب، لا يخل منها شيء، موصوفًا بالدِّراية والرِّواية، يغلب عليه الورع والزُّهد؛ على مِنْهاج السَّلَف؛ يأكل الجَشِبَ (٣)، ويَلْبَسُ الخشن، وربما أذَّن في المساجد، له تواليف دالَّة على سَعَة حِفْظه، مع حظَّ من النَّظْم والنَّثْر، حدَّثونا عنه، وأجاز لي مَرْوياته، توجَّه غازيًا فشهِدَ وقعة العُقَاب التي أَفْضَتْ إلى خراب الأندلس بالدائرة على المسلمين فيها (٤)؛ فعُدِمَ -رحمه الله- في صفر سنة تسعٍ وست مئة.

وفيها: مات شيخ القُرَّاء بالأندلس أبو جعفر أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الدَّاني الحَصَّار. وإمام العربية أبو الحسن عليُّ بن


(١) في "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٣٨٩ "علم"، وهو تصحيف.
(٢) "التكملة" للمنذري: ٢/ ٢٤٣.
(٣) في الأصل: الخشب، وفي "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٣٩٠ "الخشن"، وكلاهما تصحيف، والجشب: هو الغليظ الخشن من الطعام، وقل: غير المأدوم، وكل بشع الطَّعْم فهو جشب. "اللسان" (جشب)،
(٤) انظر "الذخيرة السنية": ٤١، ٤٨، و"نفح الطيب": ٤/ ٣٨٣، وفي "العبر": ٥/ ٣٠ "ونصر الله الإسلام"، وهو وهم من الإمام الذهبي رحمه الله، وقد تابعه على خطئه ابن العماد في "شذرات الذهب": ٥/ ٣٦، ولم يشر محقق "العبر" إلى هذا الوهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>