للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حافِلٌ في معرفة الصَّحابة والتَّابعين لم يُكْمِلْه، وكتاب "مِصْباح الظُّلم" بشبه "الشِّهاب"، وكتاب "أخبار البُخَاري"، وكتاب "الْأَرْبعين"، وغير ذلك.

وإليه كانت الرِّحلة للأخذ عنه، انتفعت به في الحديث كلَّ الانتفاع، وأخذتُ عنه كثيرًا.

وقال ابن مَسْدي: لم ألقَ مِثْلَه جلالةً ونُبْلًا ورياسةً وفضلًا، كان إمامًا مبرِّزًا في فنونٍ من منقول ومعقول، ومنثورٍ وموزون، جامعًا للفَضَائل، بَرَعَ في علوم القُرْآن والتجويد، وأما الأدب فكان ابن بَجْدِته (١) وأبا نَجْدَتِهِ، وهو خِتَامُ الحُفَّاظ، نُدِبَ لديوان الإنشاء فاستعفى، أَخَذَ القِراءات عن أصحاب ابن هذَيل، وارتحل، واختصَّ بأبي القاسم بن حُبَيش بِمُرْسية؛ أكثرتُ عنه.

وقال المُنْذِري: سمع ببَلَنْسِية ومُرْسِية وإشْبيلية وغَرْنَاطة وشَاطبة ومالقة وسَبْتة ودَانية، وجمع المَجَاميع، تدُلُّ على غزارة عِلْمه، وكَثْرة حِفْظه، ومعرفته بهذا الشَّأن، كتب إلينا بالأجازة سنة أربع عشرة، وتوفي شهيدًا بيد العدو (٢).

وقال الأَبَّار: كان -رحمه الله- أبدًا يحدِّثنا أن السَّبْعين منتهى عُمرُه لرؤيا رآها، وهو آخر الحفاظ والبلغاء بالأندلس، استُشْهد بكائنة أنيشة (٣) على ثلاثة فراسخ من مُرْسية مقبلًا غير مُدْبر في


(١) يقال: هو ابن بجدتها للعالم بالشيء المتقن له المميز له. "اللسان" (بجد).
(٢) انظر "التكملة" للمنذري: ٣/ ٤٦١ - ٤٦٢.
(٣) في الأصل: أينشة، ومثله في "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٤١٨، وكلاهما تصحيف.
انظر "الروض المعطار": ٤١، و"نفح الطيب": ٤/ ٤٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>