للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعمل "المُعْجم"، واختصر "صحيح مسلم"، و"سنن أبي داود"، وجَمَعَ وصنف.

حدَّث عنه: الدمْيَاطي، وابن الظَّاهري، وابن دقيق العيد، وأبو الحسين اليُونيني، وإسحاق بن الوزيري، وخَلْق.

درس بالجامع الظافري بالقاهرة، ثم ولي مشيخة الكاملية، وانقطع بها ينشر العلم عشرين سنة.

قال الشريف عِز الدين الحافظ: كان شيخنا زكيُّ الدين عديمَ النظير في معرفة عِلْم الحديث على اختلاف فنونه، عالمًا بصحيحه وسقيمه، ومعلوله وطرقه، متبحرًا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشْكله، قيمًا بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه، إمامًا، حُجَّة، ثبتًا، ورعًا، متحريًا فيما يقوله، متثبتًا فيما يرويه، قرأتُ عليه قطعةً حسنة من حديثه، وانتفعت به انتفاعًا كثيرًا.

وقال الدِّمْيَاطي: هو شيخي ومخرجي، أتَيتُه مبتدئًا، وفارقته معيدًا له في الحديث.

قال: وتوفِّي في رابع ذي القَعْدة سنةَ ستّ وخمسين وست مئة.

وفيها: مات تحت السيف خَلْقٌ لا يحصون ببغداد، منهم: الخليفة المُسْتَعْصم بالله (١). والعلامة الأديب الزاهد سيِّدُ الشُعَراء جمال الدِّين يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصّرْصري الحنْبَلي الضَّرير. والعلامة محيي الدين يوسف ابن الشيخ الإمام جمال الدين أبي الفرج بن الجَوْزي. ومات بالإسكندرية العَلَّامة المحدِّث أبو العباس أحمد بن


(١) في هذه السنة -كما هو معروف- دخل هولاكو بغداد، وكانت نهاية الخلافة العباسية فيها، انظر "البداية والنهاية": ١٣/ ٢٠٠ - ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>