وسمع ببغداد ودمشق وحلب وغيرها، وحفظ "المقنع" للشيخ موفق الدين، وجَمَعَ، وصنَّف، وكان إمامًا متقنًا، صاحبَ فنون، وله كتاب "مقتل الحسين".
سمع من عبد العزيز بن مَنِينا، وعمر بن كرم، والكِنْدي، والخضر بن كامل، وأبي المجد القزْويني، وجماعة.
روى عنه: ابنه العَدْل شمس الدين محمد، والدِّمْياطي في "معجمه"، وآخرون.
وكانت له حُرْمة وافرة عند الملك بدر الدين صاحب الموْصل (١)، وقدم دمشق مَرَّة رسولًا: فقرأ عليه جمال الدين محمد بن الصَّابوني جُزْءًا، وله شِعْرٌ حسن، ولي مشيخة دار الحديث بالمَوْصل، وكان من أوعية العلم والخير.
توفي سنة إحدى وستين وست مئة.
وفيها: مات شيخ القُرَّاء كمال الدين عليُّ بن شجاع بن سالم العَبَّاسي المِصْري الضرير، وله تسع وثمانون سنة، وآخرون.
(١) لؤلؤ بن عبد الله الأتابكي، الملقب بالملك الرحيم، كان من أجل الملوك، وله همة عالية، توفي سنة (٦٥٧ هـ)، انظر ترجمته في "العبر": ٥/ ٢٤٠، و"سير أعلام النبلاء": ٢٣/ ٣٥٦ - ٣٥٨، و"النجوم الزاهرة": ٧/ ٧٠.