للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حافظًا مفتيًا، أتقن علومًا شتى، وصنَّف التصانيف الجمَّة، وكان شديد الورع والزُّهد، تاركًا لجميع ملاذِّ الدنيا من الماكول إِلا ما يأتيه به أبوه من كعك وتين، وكان يَلْبَسُ الثياب الرَّثَّة المرقعة، ولا يدخُل حمَّامًا، وترك الفواكه جميعها، ولم يتناول من الجهات دِرْهمًا.

وقال الشيخ قُطْب الدِّين اليونيني: كان أوحدَ زمانه في العلم والوَرَع والعِبادة، والتقلُّل وخشونة العَيْش، واقف الملك الظاهر بدار العَدْل غير مرَّة: فَحُكِيَ عن الملك الظّاهر (١) أنه قال: أنا أفزع منه (٢).

سافر لزيارة بيت المقَدْس، وعاد إلى نوى فمِرَض عند والده، ومات في رجب سنة ست وسبعين وست مئة.

وفيها: مات شيخ العراق العلَّامة المقرئ مجد الدين عبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش البَغْدَادي الحَنْبَلي. والشيخ شمس الدين قاضي القُضَاة أبو بكر محمد بن العماد إبراهيم (٣) بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي بمصر، وله أربع وسبعون سنة.


(١) من سلاطين الممالك المشهورين، تولى سلطنة مصر والشام سنة (٦٥٨) هـ، وتوفي سنة (٦٧٦) هـ، وقبره بالقبة من المدرسة التي أمر ابنه السعيد ببنائها، وهي الآن مقر دار الكتب الظاهرية، انظر ترجمته وأخباره في "النجوم الزاهرة": ٧/ ٩٤، وما بعدها. و"الدارس في تاريخ المدارس" (تنبيه الطالب): ١/ ٣٤٨ - ٣٥٩.
(٢) انظر "ذيل مرآة الزمان": ٣/ ٢٨٣، وانظر رسائله الجريئة إلى الملك الظاهر في "ترجمة شيخ الإسلام النووي" للسخاوي: ٤٠ - ٥٥.
(٣) في "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٤٧٤ "محمد بن العماد بن إبراهيم"، وهو خطأ، انظر ترجمته في "العبر": ٥/ ٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>