أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن تيميَّة الحَرَّاني، أعلى الله مناره، وشَيَّد به من الدين أركانه.
ماذا يقولُ الواصفونَ له ... وصِفاته جلَّتْ عن الحَصْرِ
هو حُجَّة لله قاهرةٌ ... هُو بيننا أُعجوبة الدَّهْرِ
هو آية في الخَلْق ظاهِرَةٌ ... أنوارها أرْبَتْ على الفَجْر
وهذا الثَّناء عليه وكان عمره نحو الثَّلاثين سنة، وقد أثنى عليه خلْقٌ من شيوخه، ومن كبار علماء عَصْره كالشيخ شمس الدين بن أبي عمر، والشيخ تاج الدين الفَزَاري، وابن مُنَجَّى، وابن عبد القوي، والقاضي الخُوَيِّي، وابن دقيق العيد، وابن النَّحَّاس، وغيرهم.
وقال الشيخ عماد الدين الواسطي -وكان من الصلحاء العارفين- وقد ذكره: هو شيخنا السيِّد الإِمام، الأُمة الهمام، محيي السُّنَّة، وقامع البِدْعة، ناصر الحديث، مُفْتي الفِرَق، الفاتق عن الحقائق وموصلها بالأُصول الشرعية للطالب الذائق، الجامع بين الظَّاهر والباطن، فهو يقضي بالحق ظاهرًا وقلبه في العُلَى قاطن، أُنموذج الخلفاء الرَّاشدين، والأئمة المهديين، الشيخ الإِمام تقي الدين أبو العَبَّاس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن تيميَّة أعاد الله بركته، ورفع إلى مدارج العُلى درجتَه.
ثم قال في أثناء كلامه: واللهِ ثم واللهِ ثم والله لم أَرَ تحت أديم السَّماء مِثْلَه عِلْمًا وعملًا وحالًا وخُلُقًا واتِّباعًا وكرمًا وحِلْمًا في حقِّ نَفْسه، وقيامًا في حَقِّ الله عند انتهاك حرماته.