للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأى محمد بن سِيرين مريضًا، ويُقال: إنه سَمِع منه.

حدَّث عنه: شعبة، وابنُ المبارك، والوليدُ بن مسلم، والهِقْلُ بنُ زياد وهو ثَبْتٌ فيه، ويحيى بنُ حمزة، ويحيى القطَّان، وأبو عاصم، وأبو المغيرة، ومحمد بن يوسف الفِرْيابي، وخلق.

وسكن في آخر عمره بيروت مرابطًا، وبها توفي. وأصلُه من سَبي السند.

قال الوليد بن مَزْيد: ولدَ ببعْلبكّ، ورُبِّي يتيمًا فقيرًا في حِجْر أمِّه، فعجزتِ الملوكُ أن تؤدِّب أولادها أدبه في نفسه، ما سمعتُ منه كلمةً فاضلة إلَّا احتاج مستمعُها إلى إثباتها عنه، ولا رأيتُه ضاحكًا يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول: تُرى في المجلس قلبٌ لم يَبْكِ (١)؟ ! .

وقال أيوبُ بنُ سُويد: خرج الأوزاعيّ في بَعْثٍ إلى اليمامة، فقال له يحيى بن أبي كثير: بادر إلى البصرة لتُدركَ الحسنَ وابنَ سِيرين، قال: فانطلقتُ، فإذا الحسن قد مات، ، وعُدْتُ ابنَ سِيرين وهو مريض (٢).

وقال الهِقْل: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مسألة (٣).

وقال إسماعيل بن عيَّاش: سمعتهم يقولون سنةَ أربعين ومئة: الأوزاعي اليوم عالم الْأمَّة (٤).


(١) الجرح والتعديل: ١/ ٢٠٢ و ٢١٧.
(٢) سير أعلام النبلاء: ٧/ ١١١، وانظر "تاريخ أبي زرعة": ٢/ ٧٢٢ - ٧٢٣.
(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي: ٢/ ٧٢١.
(٤) المعرفة والتاريخ: ٢/ ٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>