للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفسيره لو كمل ووصلنا لكان الأول في بابته بعد تفسير الطبري، لأنه -وهو المحدث- سيكون خاليًا من الأحاديث الموضوعة والإِسرائيليات. وقد قام صديقُه ابن كثير بهذه المهمة، فكان تفسيره من أعظم التفاسير وأشهرها، فهو يصحح ويضعِّفُ، ويعدِّل ويجرِّح، وينبه على الإسرائيليات.

وفي النحو والعربية، فقد شرح أهم كتابين في النحو "التسهيل" و"الألفية"، وكلاهما لابن مالك (١)، وله مع إمام النحو أبي حَيَّان مناقشات فيما اعترض به على ابن مالك في "الألفية" (٢). ونرى الصفدي -وهو من كبار أدباء ذلك العصر- يقف ليسأله في النحو والعربية، فكان يراه سَيْلًا يتحدَّر (٣)، ومن ثَمَّ يشهد له بأنه "قد أتقن العربية، وغاص في لجتها على فوائدها ونكتها الأدبية" (٤).

أما القراءات فكان فيها رأسًا على حد تعبير الحسيني (٥)، وقد ألف فيها جُزْءًا في تحقيق الهمز والإبدال (٦)، وكان إبَّان طلبه للعلم قد حفظ الشاطبية عن ظهر قلب (٧).


(١) "الدرر الكامنة": ٣/ ٤٢٢، و "ذيل طبقات الحنابلة": ٢/ ٤٣٩.
(٢) "الدرر الكامنة": ٣/ ٤٢٢.
(٣) "أعيان العصر" (خ) الورقة: ١٢١.
(٤) المصدر السابق.
(٥) "ذيل العبر" للحسيني: ٢٣٩.
(٦) "ذيل طبقات الحنابلة": ٢/ ٤٣٩.
(٧) "الوافي بالوفيات": ٢/ ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>