للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضعيف، ومتروك، وذاهب الحديث، ويميز الروايات بتغاير العبارات، نحو: عن فلان، وأن فلانًا، ويعرف اختلاف الحكم في ذلك، بين أن يكون المسمّى صحابيًّا أو تابعيًّا، والحكم في قول الراوي: قال فلان، وعن فلان، وأن ذلك غير مقبول من المدلِّسين دون إثبات السماع على اليقين، ويعرف اللفظة في الحديث تكون وهمًا، وما عداها صحيحًا، ويميِّز الألفاظ التي أدرجت في المتون، فصارت بعضها لاتصالها بها، ويكون قد أنعم في حال الرواة بمعاناة علم الحديث دون سواه، لأنه علم لا يعلق إلا بمن وقف نفسه عليه، ولم يضم غيره من العلوم إليه (١).

صفات الحافظ هذه، وقد بسطها الخطيب .. جعلت عالمًا كالمِزِّي يتحرَّج أن يطلق لقب حافظ على عالم كابن دقيق العيد، وهو ممن شارك مشاركةً جيدة في علم الحديث (٢).

ومن ثَمَّ يتبين لنا لِمَ نأى ابنُ عبد الهادي عن أن يسمي كتابه بما يشير إلى الحفاظ، واكتفى بلفظ أرحب هو "علماء الحديث"، ينضوي تحته المحدِّث والحافظ على السواء، وقد عرف ابن سيد الناس المحدِّث بقوله: "من اشتغل بالحديث رواية ودراية، وجَمْع رواة، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه، واشتهر فيه ضبطه" (٣).


(١) "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع": ٢/ ١٧٣.
(٢) "تدريب الراوي": ١/ ٤٨.
(٣) انظر المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>