للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سمعتُ ابنَ هانئ يقول: حضرنا الاملاء عندَ يحيى بنِ محمد في رمضان، وقُتل (١) في شوّال سنةَ سبعٍ وستّين ومئتين، فرُفضتْ مجالسُ الحديث، وخُبِّئت المحابرُ حتى لم يقدرْ أحد يمشي بمحبرةٍ ولا كرّاس، ودام ذلك إلى سنة سبعين، فاحتال أبو عثمان سعيد بنُ إسماعيل الزَّاهد في ورود السَّري بنِ خُزيمة، وعقدَ له مجلس الإِملاء، وعلّق المحبرة بيده، واجتمع عنده خلق عظيم (٢).

وقال صالح جَزَرَة في كتابه إلى ابن أبي حاتم: إن أخبار الدين وعلم الحديث دون سائر العلوم اليوم، مجفو مطروح، وحمّاله وأهل العناية (٣) به في شغل التي دهمتهم وتواترت عليهم عند مقتل أبي زكرياء، وقد مضى هو وأبوه لسبيلهما ولم يخلفا مثلهما، ولزم كل خاصة نفسه، ومرقت طائفة ممن كانوا يظهرون السنة، فصارت تدين بدين ملوكها.

وقال ابنُ الشَّرقي: سمعت الذُّهلي ذكرَ ابنَه فقال: أبو زكريا والد.

وقال أبو أحمد الحاكم، عن شيوخه: قال الذُّهلي: قد رأيتُ العلماءَ لم أرَ فيهم مثلَ ابني يحيى.


(١) قال الذهبي في "السير" ١٢/ ٢٨٧: "قتله أحمد بن عبد الله الخجستاني ظلمًا لكونه قام عليه وحاربه لاعتدائه وعسفه". وانظر أخبار الخجستاني في "تاريخ الطبري" حوادث سنة ٢٦٦ وما بعدها، و "الكامل لابن الأثير" ٧/ ٢٩٦.
(٢) سير أعلام النبلاء: ١٢/ ٢٨٨ - ٢٨٩.
(٣) في "التذكرة": الكتابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>