للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان سريًّا، نبيلًا، عالمًا بالحديث. مدحه البحتري (١).

وقيل: إنَّه لمّا حدَّث تصدَّق بعشرة آلاف.

وعن فاروق الخطّابي قال: لما فرغنا من سماع "السنن" منه عمل لنا مأدبةً أنفقَ فيها ألف دينار (٢).

وقال أحمد بن جعفر الختّلي: لما قدم الكجيُّ بغداد أملى في رحبة غسّان، وكان في مجلسه سبعةُ مستملين يبلِّغ كلُّ واحدٍ منهم الآخر، ويكتب الناسُ عنه قيامًا، ثم مسحت الرحبة وحسب مَنْ حضر بمحبرة، فبلغ ذلك نيّفًا وأربعين ألف محبرة سوى النظَّارة. هذه حكاية صحيحة، رواها الخطيب (٣) عن بُشرى الفاتِني أنّه سمع الختّليَّ يقولها.

وقيل: إنه أضر بأخرة.

قال جعفر بن محمد بن محمد الطبسي: كنّا ببغداد عند أبي مسلم


(١) نقل الخطيب في "تاريخه" ٦/ ١٢٣ عن المرزباني قال: حدثني أحمد بن زياد قال: حدثني يحيى بن البحتري قال: قال أبي يمدح أبا مسلم الكجي من قصيدة أولها:
هيِّنٌ ما يقول فيك اللاحي
ولعمري لئن دعوتُك للجو ... د لقدمًا لبَّيتني بالنحاح
خلقٌ كالغمام ليس له بر ... ق سوى بشر وجهك الوضاح
ارتياحًا للطالبين وبذلًا ... والمعالي للباذل المرتاح
وكلا جانبيك سبط الخوافي ... حين تسمو أثيث ريش الجناح
والقصيدة في "ديوان البحتري" ١/ ٤٥٧ - ٤٥٩. وله في قصائد أخرى مبثوثة في "ديوانه".
(٢) سير أعلام النبلاء: ١٣/ ٤٢٥.
(٣) في "تاريخ بغداد" ٦/ ١٢١ - ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>