للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألفًا، سمع منها ثمانين ألفًا والباقي وِجَادة (١)، وسمع "الناسخ والمنسوخ" و"التاريخ"، و"حديث شعبة"، و"المقدَّم والمؤخَّر في كتاب اللَّهِ تعالى"، و"جوابات القرآن"، و "المناسك الكبير والصغير"، وغير ذلك من التَّصانيف، وحديث الشيوخ. قال: وما زلنا نرى أكابرَ شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرِّجال، وعلل الحديث، والأسماء والكُنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإِقرارَ له بذلك، حتى إنَّ بعضَهم أسرف في تقريظه إيّاه بالمعرفة وزيادة السَّماع للحديث على أبيه (٢).

وروي عن أبي زُرْعة أنَّه قال: قال لي أحمدُ بنُ حنبل: ابني عبدُ اللَّهِ محظوظٌ من علم الحديث أو من حفظه، لا يكاد يذاكرني إلَّا بما لا أحفظ (٣).

وعن عبّاس الدُّوري قال: كنتُ يومًا عند أبي عبد الله أحمدَ بنِ حنبل، فدخل علينا ابنه عبدُ الله، فقال لي أحمد: يا عبّاس! إنَّ أبا عبد الرحمن قد وَعَى علمًا كثيرًا (٤).


(١) الوجادة: أن يجد طالب العلم أحاديث بخط راويها، سواء لقيه أو سمع منه أو لم يلقه ولم يسمع منه. أو أن يجد أحاديث في كتب لمؤلفين معروفين، ولا يجوز له أن يرويها عن أصحابها، بل يقول: وجدت بخط فلان -إذا عرف الخط ووثق منه- أو يقول: قال فلان، أو نحو ذلك. وفي "مسند أحمد" شيء كثير من ذلك، نقله عنه ابنه عبد الله، حيث يقول: "وجدت بخط أبي في كتابه". وانظر لزامًا التعليق رقم (٢) على"السير" ١٣/ ٥٢١.
(٢) تاريخ بغداد: ٩/ ٣٧٥ - ٣٧٦.
(٣) تاريخ بغداد: ٩/ ٣٧٦.
(٤) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>