الحمد لله الذي قدر الآجال، ووسع الآمال، وأوزع النعم، وتوعد جاحدها بالنقم، فمن شكر زاده من إنعامه، ومن كفر كاده بانتقامه، أحمده والحمد لنعمه من أوثق الوثائق، وأشكره والشاكر في ازدياد من فضله بوعده الصادق. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نظير ولا مثيل، شهادة تهدي المخلص بها سواء السبيل، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للخلائق، المنعوت بأحسن الخلائق، المؤيد بالعصمة، الشاهد على الأمة، الجامع لمفترقات الكمالات، المؤيد بالبراهين القاطعة والدلالات. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه نجوم الهدى ورجوم العدى، وليوث الردى، وغيوث الندى، صلاة وسلاما متتابعين من اليوم إلى أن يبعث الناس غدا.
أما بعد: فإن كثيرا من سلف المحدثين اعتنوا بجمع أسامي شيوخهم،