واشتغل في فنون، ونظم الشعر الحسن، وسمع معنا من بعض شيوخنا، وأخذ عن الأبناسي، والدميري، وحضر دروس البلقيني.
ولازم الشهادة، وكان لطيف المحاضرة، حسن الصحبة والخط، عارفاً بالشروط، كثير التلاوة مطرب النغمة.
سمعت من نظمه كثيراً، وطارحني بأبيات، ومدحني بعدّة قطع.
ثم توجه إلى مكة في وسط سنة اثنتين وثلاثين، وحج، ورجع مع الحجاج، فمات بالشرفة يوم الجمعة خامس عشر المحرم ودفن في يوم السبت بسفح عقبة إيلة مبطوناً رحمه الله وقد قارب السبعين.
[٦٩٤] / محمد بن علي
ابن معبد بن عبد الله المقدسي الأصل، شمس الدين المدني، المؤذن بالمدينة النبوية.
اشتغل قليلاً على مذهب مالك ثم قطن القاهرة، وولي درس الحديث "بالشيخونية"، وعنه أخذته.
ثم ولي قضاء المالكية بالديار المصرية مرّتين في الدولة الناصرية بعناية فتح الله، وفي الدولة المؤيّديّة بعد صرف الأُمَوِي إلى أن مات.