ولما قامت عندي هذه الريبة تركت التخريج والرواية بهذه الإجازة وفي المصرح به غنى عن المظنون والله المستعان.
[[١٢٢] عبد الرحمن بن أحمدابن المبارك بن حماد بن تركي الغزي الأصل البزاز زين الدين أبو الفرج المعروف باين الشيخة.]
ولد سنة خمس عشرة قرأت ذلك بخطه وأخبرني به مراراً وقد سمع الكثير من مشايخ عصره ومسنديهم. وأجاز له الحجار وغيره من مسندي الشاميين قرأت الاستدعاء بخط علي بن قيران مؤرخاً بسنة تسع وعشرين وسبعمائة. وكان له اشتغال بعدة علوم وعلى ذهنه أشياء حسنة. قرأت بخط القاضي تقي الدين الزُبيري: "كان صالحاً عالماً محدثاً فاضلاً طارحاً للتكلف لا يدخل فى الوظائف كثير الاشتغال والعلم والعبادة. ولما فتح الحانوت فى البَزّ كان يُديم الاشتغال والعبادة فاتفق أن شخصاً أودع عنده مائتي دينار فوضعها فى صندوق بالحانوت فنقب اللصوص الحانوت وأخذوا ما فيه فبلغ صاحب الذهب فطابت نفسه ولم يكذب الشيخ ولا اتهمه فاتفق أن الشيخ رأى فى النوم بعد نحو ستة أشهر من يقول له: إن الذهب الوديعة فى الحانوت. فقال له: لم أجده فى الصندوق فقال له: إن اللص لما أخذه وقع منه فى الدروند. فأصبح فجاء إلى الحانوت فوجد الصرة كما هي قد غطى عليها التراب فغابت فيه فأخذها وجاء إلى صاحب الذهب فقال له: خذ ذهبك فقال: ما علمت منك إلا الصدق والأمانة وقد نقب حانوتك وسرق الذهب فلم كلفت نفسك واقترضت هذا الذهب؟ فحدثه بالخبر فقال: أنت فى حل منه وامتنع من أخذه وقال: وهبته لك