وناب في الحكم، ثم باشر كتابة السر، ونظر الجيش، ولي القضاء بدمشق، ثم بالقاهرة. وجُمع له في دولة المؤيد بين القضاء والحسبة.
وكان مسرفاً على نفسه، مجاهراً يما يليق بالفقهاء. وقد أصيب مراراً وامتحن، ولما مدّ الله تعالى له العطاء، وأسبغ عليه النعماء لم يقابلها بالشكر.
ومات في رمضان بعلّة الصرع سنة ست عشرة [وثمانمائة].
سمعت من نظمه وطارحته، وكانت بيننا مودّة قديمة. وعليه نزلت بدمشق لما دخلتها، يرحمه الله تعالي.
[[٥٦٧] علي بن محمود]
ابن أبي بكر السلماني، ثم الحموي، علاء الدين ابن المُغْلِي الحنبلي.
ولد سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. وحفظ القرآن وله تسع سنين، وطلب العلم وكان أبوه تاجراً، وكذلك أخوه الذي هو أسنّ منه. وكان علاء الدين آية في الذكاء وسرعة الحفظ، ورحل إلى الشام بعد انقطاع الإسناد العالي بموت أصحاب الفخر، فسمع من طبقة شيوخنا، ولم يُمْعِن.
١٣٩١ - وذكر لنا أنه سمع على شهاب الدين المرداوي، وهو حينئذ قاضي