لم يروا أسرع ارتجالا منه للحكايات المختلقة. وذكر لي عنه زين الدين القلقشندي, وبدر الدين الأقصرائي, والشيخ سهل بن أبي اليسر وغيرهم من ذلك العجائب, وقد شاهدت منه الكثير من ذلك, والله المستعان.
وكان يدعي أن جد جده محمودا ولد الإمام فخر الدين الرازي, ولم نقف علي صحة ذلك, ولا بلغنا من كلام أحد من المؤرخين أنه كان للإمام ولد ذكر.
وفي أثناء سنة تسع وعشرين ورد منه كتاب إلي السلطان يستدعي منه الإذن في الحضور إلي القاهرة ليبدي نصيحة للسلطان, فلم يؤذن له في الحضور, وأجيب بأن يكتب بالنصيحة, فإن كان لها حقيقة أذن له في الحضور, فلم يعد جوابه إلي أن ورد الخبر بموته في ذي الحجة سنة تسع وعشرين, وقد جاوز السبعين بقليل.