ابن أحمد بن علي بن عبد الرحمن شهاب الدين القرداح المنشد
ولد بعد الثمانين أو في حدودها. وتعاني الاشتغال بصناعة الإنشاد فكان فائقاً فيها, ثم اشتغل بالعلم, ولازم شيخنا عز الدين ابن جماعه في أشياء, وأخذ عن الشيخ جمال الدين المارديني علم الميقات وغيره, وعن الشيخ شمس الدين محمد بن أيوب رئيس " الجامع العمري " بمصر في علم الفلك واشتغل في فن الموسيقى وغيره. ونظم الشعر فكان ربما يدركه منه الوسط المقبول, والكثير منه سفساف, ولكن كان يسهله بحسن إنشاده.
وذكر لي أن " القرداح " لقب أبيه, وأنه بقي عليه " ابن القرداح " ثم خفف. وهو مفاخر الديار المصرية في حسن الإنشاد, لايفوقه أحد من أهل العصر في ذلك. وله اختراعات في ذلك لم يسبق إليها.
وقد سمعت من نظمه الكثير, ومدحني بأبيات عدة مرات. وحضر مجالس الحديث, وطارحني بأبيات علي قافية التاء المثناة. معتذرا عن قضية اتفقت له. وأبرزها في قالب الاستعفاء.
مات بالطاعون في شوال سنة إحدى وأربعين وثمان مائة, وخلف كتباً كثيرة جدا تزيد عن ألف مجلد, من نظمه:
الحمدلله طاب العيش وانبسطت ... نفوسنا حين زال الهم وانصرفا