ابن جعفر العجلوني، الشيخ شمس الدين البلالي، نزيل القاهرة.
ولد قبل الخمسين، واشتغل بالعلم قليلاً، وسلك طريق الصوفية، فمهر ولازم النظر في كتاب "إحياء علوم الدين" وصارت له به ملكة.
١٤٧٢ - واختصره اختصاراً حسناً جداً، بحيث صار يُعدّ مع المختصرات الجامعة. وسمعتُ جماعة من الفضلاء يقولون: هو بالنسبة إلى "الإحياء""كالحاوي" بالنسبة إلى الرافعي، حتى إن بعضهم كان يتَّهمه في نسبته إليه.
وأخذ البِلالي عن الشيخ أبي بكر الموصلي، وغيره. وكان مشاراً إليه بالتعظيم في بلاده، مُعْتَقَداً قبل أن يدخل القاهرة. وولي مشيخة "سعيد السعدا" نحواً من ثلاثين سنة لم يعزل عنها إلاّ مرة واحدة ثم أعيد عن قرب فإن تِمْراز لما كان نائب السلطة تعصّب لشخص يقال له/ خَضِر الخادم لـ "لسعيد السعدا" فولاه مشيخة الخانقاه، فلم يلبث أن جاء الأمر بالقبض علي تمراز، وذلك بعد عشرة أيام فَعَزَل نائب الغيبة خَضِراً وأعاد البلالي. وعدّوا ذلك من كراماته.
وكان مشهورا بالتواضع. منطرح النفس جداً، عظيم البذل لما في يده، شديد