ولد على ما أخبرنا به غيره مرة تقريبا سنة سبعين, فإنه قال: أقدمني الخواجا محمود في السنة التي قدم فيها أنس والد برقوق, وأنا ابن اثنتي عشرة سنة أو نحوها.
قلت: وكان ذلك أول سنة ثلاث وثمانين: أو آخر سنة اثنتين. واشتراه الملك الظاهر بعد أن كان عرض عليه في أول قدومه فرده, ثم اشتراه بعد موت محمود, فتقدم عنده.
وأول ما تأمر عشرة في ثاني عشري صفر سنة أربع وتسعين ووكان قبل ذلك قد استقر في الخاصكية والسقاة, وحُبس مع من حُبس من مماليك الظاهر بخزانة شمائل, فنذر غن قدر الله بإفراجه أن يجعل ذلك المكان جامعه, ففعل ذلك بعد بضع وعشرين سنة.
ثم أمير طبل خانه في صفر سنة سبع وتسعين, واستقر رأس نوبة, وذلك عند عود الظاهر من حلب. وفي ذلك اليوم أمر بورود الحافظي تقدمه ألف, سنة تسع وتسعين.
ثم ولي إمرة الحاج سنة إحدى وثماني مائة.
ثم وليإمرة طرابلس في شعبان سنة اثنتين, واشتهر بالفروسية وإتقان أنواع الحرب من اللعب بالرمح والنساب والسيف, والصراع, وسباق الخيل.
ولما نازل اللنك حلب خرج من العساكر, فأسر ثم خلص من اللنك بحيلة عجيبة, وهي أنه لما أسر استمر في أسر اللنكية إلي أن نازلو دمشق ثم رحلوا, فاغتنم وقت الرحيل, وألقي نفسه بين الدواب فستره الله, فمشي إلي قرية من عمل صفد, ثم توصل إلي طرابلس, ثم ركب البحر إلي الطينة, ثم مشي في البر إلي قطية, فبالغ الوالي في إكرامه بعد أن كان جفاة لكونه لم يعرفه, واعتذر, وقدم له خيلا, فركب, وذلك في شعبان سنة ثلاث, ودخل القاهرة.