فولي نيابة طرابلس علي عادته, فأوقع وهو سائر إليها بابن منتريك فهزمه, وغنم مما معه شيئا كثيرا ووكان اين منتريك قدهزم دقماق, وهو يومئذ نائب صفد, وأسر أمه, فاستنفذها شيخ وردها لولدها.
وأقام في طرابلس إلي أن قرر في شوال سنة أربع إمرة دمشق بعناية يشبك, فلما وقع بين يشبك وابن قجماس, وفر يشبك معه إلي دمشق, تلقاهم شيخ وأنزلهم, وجمع لهم الجيوش, وتوجهوا للقاهرة فكسروا عسكر الناصر بالسعيدية وذلك سنة ثمان وثماني مائة.
ثم رجع إلي دمشق, وكان بينه وبين الناصر وغيره من الأمراء من الحروب ما اشتهر إلي أن كسر الناصر في أول سنة خمس وقرر في السلطنة وصرف المستعين.
٥/م- وقد حدث " بصحيح البخاري " عن شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني بإجازة معينة, أخرجها بخطه ووذكر أنها كانت معه في اسفاره لا يفارقها ووحضرنا عنده عدة مجالس, وكان يحب العلماء ويجالسهم ويكرمهم وويعظم الشرع وحملته.
وكان مفرطا في الشجاعة محبا في الصلاة لا يقطعها, وإن عرض له عارض بادر إلي قضائها.
وخرج في العسكر إلي الشام في سنة سبع عشرة فظفر بنوروز, ورجع.
ثم توجه في سنة ثماني عشرة بسبب خروج قايتباي, فانتصر عليه.
ثم توجه إلي بلاد الروم وافتتح حصونا, وخطب له بقيسارية, ثم جهر والده إبراهيم, فظفر بابن قزمان وأحضروه أسيرا.
ولما أصابته عين الكمال مات ابنه إبراهيم, ثم مات هو بعده بقليل, وذلك في أول المحرم سنة أربع وعشرين [وثمانمائة].