وأُسمِع علي صلاح الدين ابن أبي عمر وغيره، وحفظ "التنبيه" في ثمانية أشهر، قرأت ذلك بخط أخيه شهاب الدين، وذكر أنه صلي بالناس التراويح سنة اثنتين وثمانين قبل ذلك.
وجرت له محنة في ولاية الباعوني فشهره بدمشق علي دابة.
وولي قضاء حماه في أيام الناصر، ثم ولي قضاء دمشق فيها، وفي الدولة المؤيدية مراراً.
ثم قدم القاهرة سنة سبع وعشرين، وولي كتابة السر، ثم صرف بعد سنة وشهر صرفا فاحشا.
وكان قد أساء معاشرة الناس، ولم يحسن التصرف، وإنما كان القائم بأعباء ذلك ابن مزهر كما كان في أيام الهروي وقبله الكركي، وكان القائم في صرفه الدوادار الصغير جانبك، فإنه كان رشاه بمال حتى ولي، فلما استقرت قدميه، رافعه إلي السلطان، فلم يؤثر ذلك في جانبك عنده، وأغراه به، فبطش به وقيّده، وعمل في عنقه زنجيرا، وأخرجه علي حمار في غاية الإهانة ومعه من يزعجه في السير إلي دمشق، ثم أدركه الفرج بالرملة، فأُرسل عنه القيد وأُطلق. وأعيد إلي دمشق بطالاً.