ثم جرت له كائنة مع قطلبك أستادار أيتمش ففر منه إلي بلاد الروم فاتصل بالملك أبي يزيد بن عثمان، فأكرمه وعظمه وأقام عنده بضع سنين إلى أن وقعت الكائنة العظمي التي قتل فيها ابن عثمان فاتصل ابن الجزري بالأمير تيمور ودخل معه بلاد العجم.
ثم استقرت قدميه بشيراز، وانتفع به أهل تلك الديار في القرآن والحديث، كما وقع له في الروم، وولي قضاء شيراز وغيرها مدة طويلة.
ثم حج سنة اثنتين وعشرين فنهب في الطريق، وعاقه ذلك عن إدراك الحج، فدخل المدينة في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وأقام بها، ثم توجه إلي مكة فجاور بها بقية السنة.
ثم توجه مع العقيليين طالبا بلاد العجم.
واتصلت لي كتبه وأجاز لي، ولولدي، وكتب في الاستدعاء ما نصه ونقلته من خطه:
إني أجزت لهم رواية كل ما أرويه من سنن الحديث ومسند
وكذا الصحاح الخمس ثم معاجم والمشيخات وكل جزء مفرد
وجميع نظم لي ونثر والذي ألفت كالـ"النشر" الزكي و"منجد"