حدثت عنه في حياته بكتابه:"الحصن الحصين" وحصل في البلاد اليمنية بسبب ذلك رواج عظيم، وتنافسوا في تحصيله وروايته. ثم رحل بعد نيف وعشرين سنة وقد مات كثير ممن سمعه، فسمعه الباقون وأولادهم عليه.
وكان أرسل إلي صاحبنا تقي الدين الفاسي من شيراز إلي مكة يسأله عن "تغليق التعليق" الذي خرجته في وصل تعاليق البخاري، فاتفق وصول كتابه وأنا بمكة معي نسخة من الكتاب، فجهزتها إليه، فجاء كتابه يذكر ابتهاجه وفرحه بها، وأنه شهر الكتاب بتلك البلاد.
وأهدى إليّ بعد ذلك كتابه:"النشر" المذكور، والتمس أن ينشر في البلاد المصرية، أعان الله تعالى على ذلك بمنه.
ثم قدم إلى دمشق في سنة سبع وعشرين وثماني مائة، فاستأذن في القدوم إلي القاهرة، فأُذن له، وحضر مجلس السلطان، وأقبل الناس للسماع عليه والقراءة. ونشر "النشر" المذكور وعلما كثيرا.
ثم حج منها، وجاور، ودخل اليمن في البحر، ثم رجع وقدم القاهرة سنة تسع وعشرين، ثم سار منها إلي شيراز. وأرسل إليّ نسخة "تغليق التغليق" ونسخة: "مقدمة الشرح" فألحقت بهما ما كان تحرر لي بعد حصولهما له. وكتب عني شيئا من أول ما علقته متعقبا على جمع رجال مسند أحمد متعقبا، وبالغ في استحسان ما وقع من ذلك.
وكان قد ثقل سمعه قليلا، ولكن بصره صحيح يكتب الخط الدقيق علي عادته، وليس له في الفقه يد، بل فنه الذي مهر فيه القراءات. وله عمل في الحديث، وله نظم وسط.