وكان جده الشيخ مبارك صالحاً معتقدأ ببيت له زاوية بالقرب من الجامع الأزهر فكانت مجمع طلبة الحديث وأسمع الشيخ جمال الدين بها ما لا يُحصى وأكثر ماكان يقرأ عليه من أصول سماعته لأنه لم يكن له من يعتنى بكتابه فانتفعنا بذلك. وأقدم شيخ له بالسماع: يحيى بن يوسف ابن المصري آخر من حدّث عن الجميزى وابن رواج وغيرهما بالإجازة. وله إجازة من المزي والجزري وبنت الكمال وغيرهم. وكان شيخاً صيتاً خيراً ساكناً صبوراً على إسماع الحديث لا يمل ولا ينعس ولا يتضجر حتى إنه مرض مرّة فصعدنا إلى غرفته عائدين فأذن لنا في القراءة فقرأت عليه من "المسند" فمر في الحال حديث أبي سعيد رضي الله عنه في رقية جبريل فوضعت يدي عليه في حال القراءة وتويت رقيته فاتفق أنه شفي حتى نزل إلينا في الميعاد الثاني مُعافى. ومات في صفر سنة سبع وثمان مائة.١١٩/م- قرأت عليه "مسند أحمد" جميعه بزياداته. وسمعت عليه الكثير منه بسماعه لجميعه على أحمد بن محمد بن عمر بن أبي الفرج الحلبي المعروف بحفنجلة- بفتح المهملة والفاء وسكون النون وفتح الجيم واللام بعدها هاء إلا أن شيخنا فاته عليه مسند العشرة وما معه ومسند أنس والنص الأول من مسند ابن مسعود ومن في قوله في مسند ابن عمر: حدثنا يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رفعه: "من اتخذ كلباً وهو في أثناء المسجد ... " إلى آخر الجزء العاشر منه. وآخره " ... وذكوان وبنى لحيان" وإسناد هذا الحديث الأخير: حدثنا يونس قال [حد] ثنا حماد عن بسر بن حرب عن ابن عمر به.
بسماعه الحلبي لجميع ما قرئ عليه على أبي الفرج ابن عبد المنعم الحراني