وقال دبيس: كنت مع أحمد بن حنبل في مسجد الجامع فمر الشافعي، فقال: هذا رحمة اللَّه عز وجل لأمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقال محمد بن الفضل البزاز: سمعت أبي يقول: حججت مع أحمد ابن حنبل ونزلنا في مكان واحد فلما صليت الصبح درت المسجد، فجئت إلى مجلس سفيان بن عيينة، وكنت أدور مجلسًا مجلسًا طلبًا لأحمد بن حنبل حتى وجدت أحمد عند شاب أعرابي وعلى رأسه جمة، فزاحمته حتى قعدت عند أحمد بن حنبل فقلت: يا أبا عبد اللَّه تركت ابن عيينة عنده الزهري وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة والتابعون ما اللَّه به عليم؟ !
فقال لي: اسكت، فإن فاتك حديث بعلو تجده بنزول ولا يضرك في عقلك، وإن فاتك عقل هذا الفتى أخاف ألا تجده إلى يوم القيامة، ما رأيت أحدًا أفقه في كتاب اللَّه عز وجل هذا الفتى القرشي.
قلت: مَنْ هذا؟ قال: محمد بن إدريس الشافعي.
"الجرح والتعديل" ٧/ ٢٠٢ - ٢٠٣.
قال الميموني: قال لي أحمد بن حنبل: مالك لا تنظر في كتب الشافعي؟ فما من أحد وضع الكتب -حتى ظهرت- أتبع للسنة من الشافعي.
وقال أبو قديد النسائي: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كتبت إلى أحمد بن حنبل وسألته أن يوجه إلى من كتب الشافعي ما يدخل في حاجتي؛ فوجه إلى بكتاب "الرسالة".