وقال النسائي: هذا منكر، ولا أعلم أحدًا رواه من حبيب غير الأنصاري، ولعله أراد أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تزوج ميمونة. قال الحافظ في "التلخيص" ٢/ ١٩١: واستشكل كونه -صلى اللَّه عليه وسلم- جمع بين الصيام والإحرام؛ لأنه لم يكن من شأنه التطوع بالصيام في السفر، ولم يكن محرمًا إلّا وهو مسافر، ولم يسافر في رمضان إلى جهة الإحرام إلَّا في غزاة الفتح، ولم يكن حينئذٍ محرمًا. قلت (الحافظ): وفي الجملة الأولى نظر، فما المانع من ذلك، فلعله فعل مرة لبيان الجواز، وبمثل هذا لا ترد الأخبار الصحيحة، ثم ظهر لي أن بعض الرواة جمع بين الأمرين في الذكر، فأوهم أنهما وقعا معًا، والأصوب رواية البخاري (١٩٣٨): احتجم وهو صائم، واحتجم وهو محرم. فيحتمل على أن كل واحد منهما وقع في حالة مستقلة، وهذا لا مانع منه، فقد صح أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- صام في رمضان وهو مسافر، وهو في الصحيحين بلفظ وما فينا صائم إلَّا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعبد اللَّه بن رواحة، ويقوي ذلك أن غالب الأحاديث ورد مفصلًا اهـ. وصحح إسناده أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" ٤/ ٣١٨. وقال الألباني في "الإرواء" ٤/ ٧٧: رجاله ثقات رجال الشيخين. اهـ.