قال عبد اللَّه: سمعت أبي يقول: كتب إلى الهيثم بن جميل أن اكتب إلى بفتوح الشام، فكتبت إليه، وقلت للهيثم بن جميل بطرسوس -سنة مات هارون سنة ثلاث وتسعين، وكان قد سمع من زهير- فقلت له: زهير سمع من علي بن الأقمر؟ فقال: لا.
ثم قال أبي: كان الهيثم من أصحاب الحديث ببغداد هو وأبو كامل وأبو سلمة الخزاعي، وكان الهيثم أحفظ الثلاثة، وكان أبو كامل أتقن للحديث.
"العلل" رواية عبد اللَّه (١١٤٣)، (١١٤٤)، (٤٢٢٩)
قال عبد اللَّه: قال أبي: سمعت أبا كامل مظفر بن مدرك منذ نحو أربعين سنة -قال: وكان له وقار وهيئة، وكان من أصحاب الحديث- يقول: أثبت الناس في إبراهيم منصور؛ قال أبو كامل: ما قدم علينا ههنا من ناحية الشام رجل أصح حديثًا من ليث بن سعد، وكان أبو معشر رجلًا لا يضبط الإسناد، كان أبو كامل من أصحاب الحديث، لما قدم شريك قالوا: لا نرضى أحدًا يسأله غير أبي كامل، وكان يعد يومئذ من أهل الفضل وكان ابن مهدي يقول لي: أيش يقول أبو كامل، في حديث من حديث إبراهيم بن سعد.
"العلل" رواية عبد اللَّه (٣٦١٦)
قال الفضل بن زياد: قال أبو عبد اللَّه: لم يكن ببغداد من أصحاب الحديث، ولا يحملون عن كل إنسان، ولهم بصر بالحديث والرجال، ولم يكونوا يكتبون إلا عن الثقات، ولا يكتبون عمن لا يرضونه، إلا أبو سلمة الخزاعي والهيثم بن جميل وأبو كامل، وكان أبو كامل بصيرًا (متقنًا يشبه)(١) الناس، لا يتكلم إلا أن يُسأل فيجيب ويسكت، له