للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

.. وأول من قال إن مرتكب الكبيرة: لا مؤمن ولا كافر، إنما هو منزلة بين الإيمان والكفر في الدنيا ومخلد في النار في الآخرة هو: واصل بن عطاء الغزَّال، المتكلم البليغ المتشدق، وكان من تلاميذ الحسن البصري – رحمه الله تعالى – فلما قال ما قال، طرده من مجلسه، فاعتزل عنه، وجلس في ناحية من مسجد البصرة، وانضم إليه عمرو بن عبيد، فقيل لهما ولأتباعهما: المعتزلون، أو المعتزلة لاعتزالهم مجلس الحسن البصري، ولاعتزالهم قول الأمة في دعواهم: إن الفاسق من أمة الإسلام لا مؤمن ولا كافر. قال الذهبي – عليه رحمة الله – في الميزان: كان واصل من أجلاد المعتزلة، قال أبو الفتح الأزدي: هو رجل سوء كافر، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة (١) .


(١) - انظر إيضاح ذلك وترجمة واصل في وفيات الأعيان: (٣/١٣٠، ٢٤٨، ٥/٦١) ، وميزان الاعتدال: (٤/٣٢٩) ولسان الميزان: (٦/٢١٤-٢١٥) ، وشذرات الذهب: (١/١٨٢-١٨٣) ، والفرق بين الفرق: (٢٠-٢١، ١١٧-١١٩) ، والتنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع: ٣٨، والملل والنحل: ١/٥٣-٥٧ واحذر ما جاء في طبقات المعتزلة للمعتزلي عبد الجبار: (٢٣٤-٢٤١ من إسفاف ومجازفة في الثناء على واصل الضال، وما ذكره في صفحة: (٢٣٤) من الحديث في فضل واصل: "سيكون في أمتي رجل يقال له واصل، يفصل بين الحق والباطل" فهو من لهو الحدث، ومن أشنع الكلام الخبيث، ولا يصدر إلا من رقيع خسيس.