فالذي حدث هو أنه لما مات ابنه إبراهيم حدثت ظاهرة فلكية وهي كسوف الشمس، وهذا شيء طبيعي حدوثه. لكن بعض الناس قالوا: كسفت الشمس لموت إبراهيم.
لقد مات إبراهيم، وكسفت الشمس في نفس اليوم، وربط الناس بين الحدثين، فلو كان الرسول يريد التأييد ولو عن طريق الأكاذيب، لصمت عن ذلك. لكن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم -برأه الله - يرفض كل أكذوبة من كل لون لتأييده، ولهذا صعد المنبر غاضبا وقال:«أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد أو لحياته. فإذا رأيتم شيئا من ذلك، فادعوا الله وصلوا» .
ط - شهود الصلب:
لعل هذه واحدة من أهم عناصر قضية الصلب، وإنها لترينا أن شهود الصلب كن نساء وقفن ينظرن من بعيد ذلك الذي علق على الصليب، ولم تكن هناك فرصة للتحقق والمعاينة عن قرب.
يقول مرقس:" وكانت أيضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة. اللواتي أيضا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل. وأخر كثيرات صعدن معه إلى أورشليم "(١٥: ٤٠ -٤١) .
وكذلك يقول متى في (٢٧: ٥٥ -٥٦) .
ويقول لوقا:" وكان جميع معارفه ونساء كن تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظن ذلك "(٢٣: ٤٩) .
ويقول يوحنا:" وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية "(١٩: ٢٥) .