للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن المؤكد أن ذلك المصلوب قد تركه إلهه، كما قال بلسانه في صرخته اليائسة، ومن المؤكد كذلك أن ذلك المصلوب قد غلبه أعداؤه وقهره الموت وأخضعه لسلطانه.

٤ - وفي آخر مواجهة عاصفة حدثت بين المسيح والكهنوت اليهودي كان قوله:

" إني أقول لكم أنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب. ثم خرج يسوع ومضى من الهيكل " (متى ٢٣: ٣٩، ٢٤: ١) .

إن التحدي في هذا القول واضح، ذلك أن المسيح يؤكد لأعدائه أنهم لن يروه منذ تلك الساعة حتى يأتي في نهاية العالم " بقوة ومجد كثير ". لكن ذلك المصلوب رآه الكهنوت اليهودي أسيرا في قبضته أثناء المحاكمة، ثم رأوه بعد ذلك معلقا على الخشبة قتيلا قد أسلم الروح والمشيئة، ولم يبق منه إلا جسد خامد فقد نبض الحياة.

وأستعير لغة المسيح في الإنجيل، اكتفاء بهذا القدر فأقول: " من له أذنان للسمع فليسمع، ومن يسمع فعليه أن يعقل. . . "

وقبل أن نذهب لسماع ما تقوله المزامير، أرجو أن يكون معلوما أن تراجم أسفار العهدين القديم والجديد تتغير من حين لآخر وفقا للدراسات التي يقوم بها علماء الكتاب المقدس، إما لتدقيق الترجمة، أو للتخلص من التناقضات والاختلافات.

وكمثال نجد أنه في واحدة من طبعات الكاثوليك للعهد الجديد أنها عندما تحدثت عن نهاية الخائن يهوذا (في الإصحاح الأول من سفر أعمال الرسل) فإنها جعلته يخنق نفسه، ليتفق هذا مع ما يقوله إنجيل متى، أما طبعة البروتستانت فلا تزال تروي نهاية يهوذا بأن نقمة حلت به " إذ سقط على وجهه

<<  <   >  >>