للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - أين كان عدل الله ورحمته منذ حادثة آدم حتى صلب المسيح؟ ومعنى هذا أن الله - تعالى عن ذلك علوا كبيرا - ظل حائرا بين العدل والرحمة ألوف السنين، حتى قبل المسيح منذ ألفي عام فقط أن يصلب تكفيرا عن خطيئة آدم.

١٠ - يلزم - كما في جميع الشرائع - أن تتناسب العقوبة مع الذنب، فهل يتم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو وبين الخطيئة التي ارتكبها آدم؟

١١ - هذا - إلى أن خطيئة آدم التي لم تزد عن أن تكون أكلا من شجرة نهي عنها قد عاقبه الله عليها - باتفاق المسيحين والمسلمين - بإخراجه من الجنة، ولا شك أنه عقاب كاف، فالحرمان من الجنة الفينانة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهين. وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه، وكان يستطيع أن يفعل بآدم أكثر من ذلك، ولكنه اكتفى بذلك. فكيف يستساغ أن يظل مضمرا السوء غاضبا ألوف السنين حتى وقت صلب المسيح؟

١٢ - وقد مرت بالبشر منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتبعه وركب معه السفينة. . فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم، فكيف تبقى بعد ذلك ضغينة أو كراهية تحتاج لأن يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية.

١٣ - والكاتب المسيحي الذي أسلم - عبد الأحد داود وكان مطرانا للموصل - ينتقد قصة التكفير عن الخطيئة هذه انتقادا سليما فيقول: " إن من العجيب أن يعتقد المسيحيون أن هذا السر اللاهوتي، وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها ظل مكتوما عن كل الأنبياء السابقين ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب ".

<<  <   >  >>