١٤ - ويقول هذا الكاتب - عبد الأحد داود -: " إن ما حمله على ترك المسيحية هو هذه المسألة وظهور بطلانها، إذ أمرته الكنيسة بأوامر لم يستسغها عقله وهي:
أ - نوع البشر مذنب بصورة قطعية ويستحق الهلاك الأبدي.
ب - الله لا يخلص أحدا من هؤلاء المذنبين من النار الأبدية المستحقة عليهم بدون شفيع.
جـ - الشفيع لا بد أن يكون إلها تاما وبشرا تاما ".
ويدخل هذا الكاتب في نقاش طويل مع المسيحيين بسبب هذه الأوامر، فهم يرون أن الشفيع لا بد أن يكون مطهرا من خطيئة آدم، ويرون أنه لذلك ولد عيسى من غير أب لينجو من انحدار الخطيئة إليه من أبيه.
ويسألهم الكاتب: ألم يأخذ عيسى نصيباً من الخطيئة عن طريق أمه؟
ويجيب هؤلاء: بأن الله طهر مريم من الخطيئة قبل أن يدخل الابن رحمها.
ويعود الكاتب يسأل: إذا كان الله يستطيع - التطهير - هكذا في سهولة ويسر إذ يطهر بعض خلقه، فلماذا لم يطهر خلقه من الخطيئة كذلك بمثل هذه السهولة وذلك اليسر، بدون إنزال ابنه وبدون تمثيلية الولادة والصلب؟ ونضيف إلى نقاش عبد الأحد داود، أن قولهم بضرورة أن يكون الشفيع مطهراً من خطيئة آدم، مما استلزم أن يولد عيسى من غير أب أو أن يطهر الله مريم قبل دخول عيسى رحمها، يحتاج إلى طريق طويل معقد، وكان أيسر منه أن ينزل ابن الله مباشرة في مظهر الإنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة. ونضيف كذلك أن اتجاه المسيحيين هذا يتعارض مع اتجاه مسيحي آخر، هو أن ابن الله دخل رحم مريم ليأخذ مظهر الإنسان وليتحمل في الظاهر بعض