البكورية من أخيه عيسو (تكوين ٢٧) . لقد كان عيسو هذا- الذي أسدل عليه ستار كثيف- يسكن حسبما يقول (سفر التكوين ٣٦: ٨) : " فسكن عيسو في جبل سعير ". وعيسو هو أدوم. وكذلك جاء في (سفر التكوين. ٣٢: ٢) : " وأرسل يعقوب رسلًا قدامه إلى عيسو أخيه إلى أرض سعير بلاد أدوم
". وعلى ذلك تكون سعير هي أرض فلسطين التي وطئتها أقدام الأنبياء من ذرية يعقوب الذي أخذ حق البكورية من أخيه عيسو - وكان منهم السيد المسيح.
والآن نأتي إلى أرض فاران. من العجب العجاب- أيها الإخوة- أن الله سبحانه وتعالى وعد إبراهيم بالأرض من النيل إلى الفرات كما جاء في (سفر التكوين ١٥: ١٨- ١٩) : " في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقًا قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات. القينيين والقنزيين والقدمونيين والحثيين والفرزيين والرفائيين والأموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين ". هؤلاء هم شعوب هذه الأرض الذين سيطردهم الله ويسكنها نسل إبراهيم. إن هذا الوعد الذي أعطي لسيدنا إبراهيم - عليه السلام - ولم يكن له ولد آنذاك، ولكن المرأة هي المرأة تشتاق إلى الأرض وإلى استثمار الأرض، فجاءت سارة امرأة إبراهيم - عليه السلام - وكانت عاقرًا لم تلد فطلبت من زوجها إبراهيم أن يدخل على سيدة كريمة في بيتها هي هاجر لعل الله سبحانه يعطيها نسلًا. فتزوجها وأنجب منها إسماعيل وكان قرة عين لإبراهيم ولهاجر ولسارة أيضا. وفي هذا يقول (سفر التكوين ١٦: ١- ٤) : " وأما ساراي امرأة إبرام فلم تلد له وكانت لها جارية مصرية اسمها هاجر فقالت ساراي لإبرام هو ذا الرب أمسكني عن الولادة ادخل على جاريتي لعلي أرزق منها بنين.