للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إبرام هاجر المصرية (١) جاريتها من بعد عشر سنين لإقامة إبرام في أرض كنعان وأعطتها لإبرام رجلها زوجة له فدخل على هاجر فحبلت ".

بهذا أعطي إبراهيم الولد وكان هو إسماعيل الذي سيرث نسله الأرض من النيل إلى الفرات. بعد ذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى يزيد إبراهيم فيعطيه إسحاق بعد أن بلغ عمر إسماعيل ١٤ سنة، وهناك بدأت الغيرة تدب في قلب سارة وبدأت تؤثر ابنها إسحاق على إسماعيل وبدأت تطلب من إبراهيم أن يعزل هاجر وابنها عن المشاركة في البيت. تقول التوراة في (سفر التكوين ٢١: ٩- ١٣) : " ورأت سارة ابن هاجر المصرية الذي ولدته لإبراهيم يمزح فقالت لإبراهيم اطرد هذه الجارية وابنها لأن ابن هذه الجارية لا يرث مع ابني إسحاق. فقبح الكلام جدًا في عيني إبراهيم لسبب ابنه، فقال الله لإبراهيم لا يقبح في عينيك من أجل الغلام ومن أجل جاريتك. وفي كل ما تقول لك سارة اسمع قولها. لأنه بإسحاق يدعى لك نسل. وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك ".

من هنا يتبين لنا مقدار قبح الكلام الذي قالته سارة عن إسماعيل وأمه والذي قبح تمامًا في عيني إبراهيم، ولكنه اضطر أن يأخذ زوجه هاجر وابنهما إسماعيل ويذهب ليسكنهما في القفر. كما قال القرآن الكريم على لسان إبراهيم حين دعاه {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} . (٢) وتقول التوراة إن إسماعيل سكن في برية فاران، إذ يقول (سفر التكوين ٢١: ١٧- ٢١) : " سمع الله صوت الغلام ونادى ملاك الله هاجر من السماء وقال لها ما لك يا هاجر لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت


(١) للجارية مدلول للسيدة التي نتعارف عليها بين الأوساط الراقية الوصيفة وهي غير الأمة التي ملك اليمين.
(٢) سورة إبراهيم، آية ٣٧.

<<  <   >  >>