الغلام حيث هو. قومي احملي الغلام وشدي يدك به لأني سأجعله أمة عظيمة. وفتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء. فذهبت وملأت القربة ماء وسقت الغلام. وكان الله مع الغلام فكبر وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس. وسكن في برية فاران وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر ".
ومن هنا نرى أن الجزء الثالث الذي تكلم عنه موسى - عليه السلام - إذ قال: " وتلألأ من جبل فاران " إنما هو إشارة إلى إسماعيل - عليه السلام - والنبي الخاتم الذي يأتي من نسله، والذي تأكدت فيه الوعود الإلهية كما في (سفر التكوين ٢١: ١٣) : " وابن الجارية أيضا سأجعله أمة لأنه نسلك "، وفي (سفر التكوين ١٧: ٢٠) : " وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيرًا جدًّا. اثني عشر رئيسًا يلد وأجعله أمة كبيرة ".
من تحريفات بولس:
ولكن تمر الأيام ويأتي المسيح مولودًا من عذراء ثم يبلغ رسالته ولكن يندس في دعوته أناس ما كانوا على صلة بالمسيح ومن هؤلاء شاول الذي هو بولس. لقد كان شاول يمثل الحقد الأسود بين المسيحية وبين أتباع محمد الذي يأتي من نسل إسماعيل - عليه السلام -. إنه يقول في (رسالة غلاطية ٤: ٣٠- ٣١) : " لكن ماذا يقول الكتاب. اطرد الجارية وابنها لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة. إذًا أيها الإخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة ".
من هنا نرى أن الحرب بين الصليبيين وبين المسلمين سجال من وقت أن كتب بولس رسالته إلى أهل غلاطية. فهم يعتقدون أنهم من نسل إسحاق - عليه السلام - ولهذا النسب إلى إسحاق فعلى رأيهم تكون لهم المواعيد ولهم الشريعة ولهم الملك. ولكن عندما نسير في استقراء النبوات سنرى أن هذا الكلام سيضرب به عرض الحائط.