إن هذه الأطوار التي يتقلب فيها الإنسان في بطن أمه هي ما حققه العلم الحديث، وهي واحدة من البراهين على صدق هذا النبي الأمي.
ونجد في إنجيل (يوحنا ١٥: ٢٦) : " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء ".
لقد درست- ولله الحمد- اللغة اليونانية وذلك لمعرفة حقيقة العهد الجديد، وكذلك درست اللغة العبرية لمعرفة حقيقة العهد القديم. فنجد في اللغة اليونانية أن كلمة " المعزي " المذكورة في إنجيل يوحنا هي باللغة اليونانية (بارقليط) ، وهذه الكلمة لها أربع معان هي: المعزي- المحمد- المحمود- الماحي.
لقد استعمل كتبة لأناجيل كلمة المعزي، لماذا؟ إنهم يمكرون، {وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} . ليكن ما كتبوه وهي كلمة المعزي. لكنها تعني في الحقيقة: المواسي.
إن معنى هذا أن المسيح يقول إن الآتي بعدي سيكون معزيًّا للقلة المؤمنة لأن العقيدة قد انحرفت من الطريق السوي إلى طرق مختلفة. فكأن المعزي هو المواسي. ولسوف نرى من خلال حديثي عن المجامع كيف ظهرت هذه المسألة. إن المعزي الذي جاء بعد المسيح جاء ليواسي أهل التوحيد الذين يقولون " لا إله إلا الله " ومنهم آريوس.