إنجيل (متى ١٠: ٥-٧) : هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلًا: " إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحَريِّ إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. وفيما أنتم ذاهبون اكروزا قائلين إنه قد اقترب ملكوت السماوات " قد حصر المسيح رسالة تلاميذه في بني إسرائيل، وهو نفسه قد حصر رسالته في بني إسرائيل إذ قال في إنجيل (متى ١٥: ٢٤) : " أجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ".
هذا، وحين نستخدم العقل لمناقشة مشكلة التثليث نقول إنه لو وجد في ذات الله ثلاثة أقانيم ممتازة حقيقية كما يزعمون لكان الله مركبا. ولما كان المعروف بداهة أن كل مركب مفتقر إلى غيره فمعنى ذلك أن يكون الله محتاجًا، وهذا باطل. ولو كان الاتحاد بين لاهوت الله وناسوته حقيقيًا كما يعتقدون لكان أقنوم الابن محدودًا، وكل ما يكون قابلًا للزيادة أو النقصان محدث والمحدث لا يمكن أن يكون إلهًا لأن الله أزلي وليس بحديث.
إن القرآن يقول، وقول الله هو الحق، كما جاء في سورة الأنبياء {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} . (١) .
تأليه مريم:
وننتقل الآن إلى شبهة أخرى من الشبهات التي دخلت على الكنيسة وهي شبهة تأليه مريم العذراء. لقد كان أسقفًا يدعى نسطور كان بطريك القسطنطينية وقد قال: إن السيدة مريم العذراء إنما هي أم الإنسان يسوع المسيح وحاشا لها أن تكون أم الإله. وإن المسيح ذاته لم يكن إلهًا وإنما كان إنسانًا