الله أقرب للإنسان من نفسه فلماذا يقبل الإنسان وسيطًا بينه وبين الله أو أن ينتظر المغفرة من أحد غير الله.
نشأة المارونية بعد ذلك نذهب إلى مجمع القسطنطينية الذي عقد عام ٦٨٠ م، والذي كان سبب عقده ما نادى به الأسقف يوحنا مارون في عام ٦٦٧ م، بدعوى جديدة مضمونها أن المسيح ذو طبيعتين: طبيعة اللاهوت وطبيعة الناسوت في شخصه ولكنه ذو مشيئة واحدة هي مشيئة الله. ولم ترق هذه الدعوى في نظر البطاركة لذلك عقدوا مجمع القسطنطينية في عام ٦٨٠ م، وقد حضره ٢٨٩ أسقفًا وقرروا أن المسيح ذو طبيعتين وذو مشيئتين إلا أن أهل الشام رفضوا قرارات هذا المجمع وتمسكوا بأسقفهم ثم انسلخوا عن الكنيسة الأم.
ما أريد أن أقوله إن كل هذا تضليل تعاقب خلال المجامع، وكل مجمع يلغي قرارات سابقه ويصدر قرارات جديدة. وكل مجمع يدعي أن قراراته صدرت بإيحاء الروح القدس.
تقديس الصور بعد ذلك نذهب إلى مجمع نيس الذي عقد سنة ٧٨٧ م، وحضره ٣٧٧ أسقفا قرروا فيه تقديس صور السيد المسيح وأمه العذراء مريم وكذلك صور القديسين. وهذا القرار يتنافى مع الشريعة الموسوية التي تقول في الوصايا العشر في (سفر الخروج ٢٠: ٤- ٥) : " لا تصنع لك تمثالا منحوتًا ولا صورة ما مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن ".