للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فماذا كان رد الفعل عند المسيحيين إزاء هذا العمل الخطير؟

لا شيء. . . أيها السادة. . . لا شيء!

لقد صمت المسيحيون تمامًا. . . وكأن الأمر لا يعنيهم في قليل ولا كثير. . .!

فلم يتحرك واحد منهم على الإطلاق. . . سواء من الكنسيين، أو الكتاب والمفكرين! بل إن الذي نبه إلى ذلك العبث اليهودي بالأسفار المسيحية إنما هم الكتاب الإسلاميون!

لقد أثاروا موضوع تحريف الأناجيل، وبقية أسفار العهد الجديد في مؤتمرات إسلامية مسيحية عقدت في قرطبة وطرابلس والقاهرة. . وكان موقف رجال الدين المسيحي هو الصمت التام، والاكتفاء بالنظر في وجوه العلماء المسلمين وفي أيديهم النسخة المحرفة، تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت. . .!

ألا. . . شتان ما بين موقف المسيحيين من كتبهم المقدسة. . . وبين موقف المسلمين من القرآن الكريم.

أما القرآن الكريم، فشأنه يختلف عن شأن جميع الكتب السماوية كل الاختلاف، فقد تكفل الله بحفظه وسلامته من كل تحريف أو تبديل أو زيادة أو نقص، قال تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (١) . .

{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (٢) . .


(١) سورة الحجر، آية ٩.
(٢) فصلت، الآيتان ٤١-٤٢.

<<  <   >  >>