إن أكبر ما يمتاز به القرآن أنه لم يتطرق شك إلى أصالته، إن كل حرف نقرأه اليوم نستطيع أن نثق بأنه لم يقبل أي تغيير منذ ثلاثة عشر قرنًا ".
فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، المكتوبة بكل أمانة وتحقيق، والقرآن الكريم الذي تواطأت الصدور والسطور على حفظه ونقله، كل أولئك يعتبر أمارة صادقة على حتم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم للنبوات!
إن الزمان والمكان. . . وكل الظروف والملابسات. . إن كل أولئك كان مهيأ لاستقبال آخر نبوة!
لقد كانت نبوة فاتحة لعصر العلم، والعقل والطموح الإنساني لاكتشاف الكون، واستكناه أسراره!
لهذا كانت رسالة دافعة لا معوقة. . . كانت رسالة تفسح مجال العقل إلى منتهاه، وتدفع العلم إلى مداه، وترفع الإنسان إلى مدارج رشده وهداه تقواه! . ولقد ذكر القرآن الكريم -بأوضح بيان وأجلى برهان- أن محمدًا خاتم النبيين.
قال تعالى {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}(١) . .
كذلك رويت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى.
قال- صلى الله عليه وسلم -: «كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي، خلف نبي، وأنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء»(رواه البخاري ومسلم) .