وقال:«إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين»(رواه البخاري ومسلم) .
وقال:«فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون»(رواه مسلم والترمذي وابن ماجه) .
وقال:«إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي»(رواه أحمد والترمذي) .
وقال:«أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله تعالى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي»(رواه البخاري ومسلم) .
ولقد صرح القرآن الكريم بأن هذا الدين قد بلغ طوره الأخير من الكمال والوفاء بحاجات البشر، والصلاحية للبقاء والاستمرار فقال تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}(١) . .
وقد نزلت هذه الآية يوم عرفة، في حجة الوداع، سنة عشر للهجرة، ولم ينزل بعدها -كما تقول أكثر الآثار- حلال ولا حرام، ولم يعش رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا اليوم إلا إحدى وثمانين ليلة.
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم الوداع التي استمع إليها أكثر من مائة ألف إنسان، وحفظوها: