الأمر الأول: ألا يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أي كتاب، يهودي أو نصراني، بحجة أن (القرآن) قال (مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل) وهو غير مكتوب عندهم لا في التوراة ولا في الإنجيل. . .!
لكن ثبت -تاريخيًا وواقعيًا- غير هذا، بل وضد هذا، فإن الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم واتبعوه من اليهود والنصارى، في القديم والحديث، أعداد هائلة لا تكاد تنحصر، وهم لم يؤمنوا به إِلا بعد أن قرأوا هذه الآيات، ووقفوا من كتبهم على هذه البشارات!!
وأمر ثان: هو: أن محمدًا صلى الله عليه وسلم، ظهر وقهر أهل الكتاب من يهود ونصارى، وسبى من سبى منهم، وقتل من قتل من رجالهم، وأخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر. . .
فلا بد أن يرد ذكره، وذكر الأحداث العظام التي جرت عليهم في أيامه. . .!
وإذا كان كاذبًا أو دعيًا -وحاشاه- فلا بد أن يرد في كتبهم التحذير من اتباعه. .!
ومعلوم أن أهل الكتاب يقولون قولين:
القول الأول: إنه ليس موجودًا في كتبنا. . .
والقول الثاني: إنه موجود ومذكور بالمدح والثناء.
وليس هناك قول ثالث، يدعي صاحبه أن اسمه أو صفته مذكورة في هذه الكتب بالذم والتحذير. . .
ولو كان موجودًا عندهم بالذم والتحذير، لكان هذا من أعظم ما يحتجون