للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به عليه في حياته، أو يواجهون به أتباعه بعد مماته، ويحتج به من لم يسلم منهم على من أسلم. . .

فإنه من المعلوم أن كثيرًا من أهل الكتاب -كانوا، وما زالوا- يبغضونه (صلى الله عليه وسلم) ويضمرون ويظهرون له من العداوة والتكذيب الشيء الكثير. . . مما يدفعهم إلى افتراء أمور خيالية وهمية ونسبتها إليه. . . حتى آل الأمر ببعضهم إلى أن فسروا قول المسلمين (الله أكبر) بأن (أكبر) هذا صنم، وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمرهم بتعظيمه وعبادته!!

إن قومًا وصل بهم الافتراء والكذب إلى هذه الغاية. . . كان يمكنهم أن يظهروا ما في كتبهم من تكذيبه والتحذير منه، لكنهم لم يفعلوا لأن كتبهم خالية من هذا الادعاء!!

رابعًا: إن من ادعى النبوة -وكان صادقًا- فهو من أفضل خلق الله تعالى، وأكملهم في العلم والدين. . . إذ لا شك أن رسل الله وأنبياءه هم أفضل الناس، وأعدل الناس، وأبر الناس، وأهدى الناس. . .

وإن كان بعضهم أفضل من بعض. . .

كما قال تعالى عن الرسل {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} (١) .

وكما قال سبحانه عن الأنبياء {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} (٢) .

أما من ادعى النبوة -وكان كاذبًا- فهو من أكفر خلق الله وأفجرهم وشرهم، كما قال تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (٣) .


(١) سورة البقرة، آية ٢٥٣.
(٢) سورة الإسراء، آية ٥٥.
(٣) سورة الأنعام، آية ٩٣.

<<  <   >  >>